طبيب جراح: إجراء عملية على أنغام "الشعبي" أو أي لون موسيقي آخر أمر طبيعي ومعمول به في العديد من الدول - ترند نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
طبيب جراح: إجراء عملية على أنغام "الشعبي" أو أي لون موسيقي آخر أمر طبيعي ومعمول به في العديد من الدول - ترند نيوز, اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025 10:04 مساءً

في خضم موجة الجدل التي أثارها الفيديو الذي يظهر طاقما طبيا داخل غرفة العمليات يرقص على أنغام "الشعبي" أثناء عملية جراحية، برزت آراء متضاربة بين من يرى في المشهد قمة التسيب والاستهتار، ومن يعتبره سلوكا عاديا بل ومألوفا في أنظمة صحية متقدمة، حيث وجد "محمد ن"، طبيب جراح مارس المهنة في أكثر من بلد، أن من واجبه توضيح الخلفيات المهنية لهذه الممارسة التي قد تبدو صادمة للوهلة الأولى، لكنها في جوهرها ليست كذلك دائما.

واعتبر المتحدث أن تشغيل الموسيقى داخل غرف العمليات ليس سلوكا غريبا ولا مستهجنا في حد ذاته، بل هو اختيار مشروع وممارس في كبرى المستشفيات حول العالم، مشيرا إلى أن الغاية منه ليست الترفيه ولا التسلية، بل خلق جو من التركيز والاسترخاء للطبيب وطاقمه، والتخفيف من حدة التوتر، خصوصا خلال العمليات الطويلة والمعقدة، كما ألفت إلى أن دراسات طبية منشورة في مجلات علمية مرموقة أكدت أن الموسيقى الخفيفة تحسن أداء الفريق الجراحي، وتقلل من الأخطاء، وترفع من جودة التواصل بين الأعضاء، بشرط أن تكون منتقاة بعناية وألا تعيق العمل أو تعطل الانتباه.

وأضاف الدكتور الجراح؛ "لقد شهد العالم حالات شهيرة لم تكن الموسيقى فيها مجرد خلفية، بل كانت جزءا من العملية الجراحية نفسها، فهناك مريض في البرازيل عزف على الغيتار أثناء استئصال ورم من دماغه، حيث لم يكن المشهد مسرحيا، بل إجراء طبيا دقيقا يسمح للأطباء بمتابعة سلامة الوظائف العصبية المرتبطة بحركة الأصابع، كما ظهرت في الهند مريضة تغني أثناء جراحة دقيقة في العنق، وكان الغرض من ذلك هو مراقبة الأحبال الصوتية في الزمن الحقيقي، أما في أمريكا، فانتشرت عدة فيديوهات لأطباء يرقصون في غرف العمليات، لكن بعد انتهاء العملية أو في سياقات مهنية خاصة، غالبا بتصريح وموافقة وتصوير مضبوط.

وخلص الدكتور إلى أن المشكلة ليست في الموسيقى، ولا حتى في اللون الفني المستخدم، سواء كان "الشعبي" أو "الكلاسيكي" أو أي نوع آخر، بل يبقى التقدير رهين الظروف المهنية والإنسانية التي يتم فيها استخدامه، ما يجعل الموسيقى ليست هي المشكلة، بل السياق الذي توظف فيه، وطريقة التفاعل معها، وما إذا كانت تخضع للشروط المهنية أو يتم تحويلها إلى لحظة عبث واستعراض.

وواصل المتحدث قائلا: "في الفيديو الذي أثار الجدل، لم تكن الموسيقى مجرد خلفية، بل تحولت إلى عنصر مركزي في المشهد، حيث بدا الفريق الطبي منشغلا بالرقص أكثر من أي شيء آخر، ما يضعف الثقة ويثير الريبة في ما إذا كانت أولوية هؤلاء هي صحة المريض أو متعة اللحظة، وهنا يكمن الفرق الجوهري بين ما هو مقبول دوليا، وما قد يعد مخلا بالمهنية، حيث يتم ذلك في الدول التي تسمح بالموسيقى داخل غرف العمليات، وفق ضوابط صارمة، وفي حدود تحترم المريض وتحفظ كرامة المهنة، ويمنع منعا باتا توثيق اللحظات من طرف أفراد الطاقم دون موافقة رسمية أو مبرر علمي.

وزاد؛ "بوصفي طبيبا، لا أرى أي غضاضة في أن يعمل الفريق الجراحي على نغمات موسيقية مفضلة ما دامت تساعده على التركيز وتخفف من الضغط النفسي، لكن حين تتحول غرفة العمليات إلى فضاء استعراضي، يصور وينشر دون وعي بالنتائج، يصبح الأمر محل مساءلة لا مبرر لها إلا التهاون، ولا يجوز أن نقع في التعميم، فليس كل من يشتغل على إيقاع موسيقي مهملا، كما أن ليس كل من يلتزم الصمت داخل غرفة العمليات بالضرورة محترفا".

وحتم "محمد.ن"؛ "المطلوب اليوم ليس جلد الأطباء أو شيطنتهم، بل فتح نقاش مهني جاد يضع حدودا واضحة لما هو مسموح داخل غرفة العمليات، دون أن يغلق الباب أمام الوسائل المشروعة التي تحسن من أداء الجراحين وتضفي بعدا إنسانيا على لحظة طبية حرجة، فالموسيقى ليست عدوا للمهنية، بل قد تكون في بعض السياقات حليفا لها، شريطة أن تدار بعقل ومسؤولية".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق