كشفت دراسة موسعة حديثة أن النساء الأكبر سناً، وتحديدًا بعد انقطاع الطمث، يواجهن خطرًا أعلى للوفاة إذا كن يعانين من تراكم الدهون حول الخصر، حتى إن كن يتمتعن بمؤشر كتلة جسم طبيعي. وركّز البحث على أهمية محيط الخصر كمؤشر صحي أكثر دقة من الاعتماد الحصري على الوزن أو مؤشر كتلة الجسم.

وراقب الباحثون أكثر من 140 ألف امرأة تتراوح أعمارهن بين 50 و79 عاماً ضمن مبادرة صحة المرأة بالولايات المتحدة، وذلك بين عامي 1993 و2021. وتبين أن النساء اللاتي يمتلكن محيط خصر كبيراً معرضات لمعدل وفيات أعلى، بصرف النظر عن وزنهن الكلي أو مؤشر كتلة الجسم لديهن.

وأظهرت الدراسة، التي أجراها مركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان، أن النساء ذوات الوزن الطبيعي أو الزائد لكن مع محيط خصر مرتفع يواجهن نفس مستوى خطر الوفاة الذي تواجهه النساء المصابات بالسمنة. مما يعني أن السمنة المركزية – أو دهون البطن – تشكل عامل خطر مستقلاً يجب عدم تجاهله.

وأيدت نتائج البحث توصيات الجمعية الدولية لتصلب الشرايين، التي دعت إلى ضرورة إدراج قياس محيط الخصر إلى جانب مؤشر كتلة الجسم في الفحوصات الدورية، لا سيما للنساء بعد سن الخمسين. واعتبر الباحثون أن هذا القياس يساعد على تصنيف أنماط السمنة عالية الخطورة بشكل أدق، مما يسهم في الوقاية من أمراض مزمنة ورفع جودة الحياة.

وأشارت الدراسة إلى أن اعتماد تقييم شامل يشمل الوزن ومحيط الخصر من شأنه أن يُحسن فرص الكشف المبكر عن المخاطر الصحية، وبالتالي تحسين معدلات النجاة لدى النساء بعد سن اليأس. وتُعد هذه النتائج دعوة للنساء إلى التركيز على توزيع الدهون وليس فقط الرقم الظاهر على الميزان.