شهد سعر الدولار اليوم الأربعاء 2-7-2025 انخفاضًا كبيرًا في الأسواق العالمية، ليسجل أدنى مستوياته منذ أكثر من عامين، في ظل تصاعد التوقعات بشأن قيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة، هذا الهبوط أثار قلق المستثمرين، خاصةً أنه يعكس تغيرات عميقة في المشهد الاقتصادي الأمريكي والعالمي.

مؤشر الدولار يتراجع إلى مستويات قياسية

سجل مؤشر الدولار الأمريكي تراجعًا ملحوظًا ليستقر عند 96.677 نقطة، بعد أن انخفض خلال التداولات الليلية إلى 96.373 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ فبراير 2022، ويأتي هذا التراجع في ظل حالة من الترقب والحذر من قبل الأسواق العالمية، خاصة بعد التصريحات الأخيرة لرئيس الفيدرالي جيروم باول، التي أشار فيها إلى أن البنك المركزي الأمريكي يتبنى نهجًا "صابرًا" في التعامل مع أسعار الفائدة، مع إمكانية خفضها في اجتماع يوليو الجاري، بناءً على ما ستكشفه البيانات الاقتصادية القادمة.

الدولار يضعف أمام العملات الرئيسية

لم يقتصر الضعف في أداء الدولار على انخفاضه أمام اليورو والفرنك السويسري فقط، بل شمل مجموعة واسعة من العملات العالمية، وقد عكس ذلك حالة من تراجع الثقة في الاقتصاد الأمريكي، خصوصًا في ظل التوسع المالي وزيادة مستويات العجز، ما أثر على تقييم الدولار من قبل المستثمرين والمؤسسات الدولية، وقلّص من جاذبيته كملاذ آمن.

أسعار الدولار مقابل الجنيه المصري تشهد استقرارًا نسبيًا

على الرغم من الانخفاض العالمي، فإن سعر الدولار أمام الجنيه المصري شهد استقرارًا نسبيًا داخل البنوك المصرية اليوم الأربعاء 2 يوليو 2025، فقد سجل سعر الشراء في معظم البنوك نحو 49.41 جنيه، بينما بلغ سعر البيع حوالي 49.51 جنيه، وتفاوتت الأسعار بشكل طفيف في بعض البنوك الأخرى، لكنها بقيت ضمن نطاق محدود، ما يشير إلى حالة من الهدوء النسبي في سوق الصرف المحلي.

تأثيرات تراجع الدولار على الأسواق العالمية

يمتد تأثير انخفاض سعر الدولار إلى العديد من القطاعات الاقتصادية والاستثمارية حول العالم، ومن أبرز هذه التأثيرات:

• زيادة جاذبية الأسواق الناشئة: مع ضعف الدولار، تصبح الاستثمارات في الأسواق الناشئة أكثر جاذبية، حيث يسهل تمويل المشاريع بأسعار فائدة أقل.

• تراجع تكلفة الاستيراد: الدول التي تعتمد على الدولار في وارداتها قد تستفيد من انخفاض تكاليف الاستيراد، مما يخفف من ضغوط التضخم.

• ارتفاع أسعار السلع العالمية: العديد من السلع الأساسية مثل النفط والمعادن يتم تسعيرها بالدولار، وبالتالي فإن ضعف العملة الأمريكية يؤدي إلى ارتفاع أسعار هذه السلع عالميًا.

• تراجع عوائد الاستثمار في الولايات المتحدة: انخفاض الدولار قد يؤدي إلى تقليص العوائد الفعلية للاستثمارات الأجنبية داخل السوق الأمريكية.

• زيادة فرص التصدير من الأسواق المرتبطة بالدولار: انخفاض سعر الدولار يمنح الصادرات الأمريكية والمرتبطة بالدولار ميزة تنافسية أقوى.

الفيدرالي الأمريكي في دائرة الضوء

مع ترقب الأسواق لاجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال يوليو الجاري، يبقى الدولار تحت ضغوط مستمرة، فقرار خفض أسعار الفائدة، في حال اتخاذه، قد يؤدي إلى مزيد من التراجع في قيمة العملة الأمريكية، وهو ما يستدعي من الدول الأخرى مراقبة تطورات السياسة النقدية الأمريكية عن كثب.

لماذا يجب متابعة سعر الدولار؟

في ظل الاضطرابات العالمية والتغيرات السريعة في السياسات النقدية، يصبح رصد تحركات سعر الدولار يوميًا أمرًا ضروريًا للمستثمرين والمستوردين والمصدرين على حد سواء، فهو يؤثر بشكل مباشر على تكلفة السلع، والعوائد الاستثمارية، واتجاهات التجارة العالمية، ويُعد اليوم الأربعاء 2 يوليو 2025 شاهدًا على مرحلة جديدة من عدم اليقين المالي قد تستمر خلال الأشهر المقبلة.