في ظل تزايد معدلات الإصابة بالصداع النصفي عالميًا، بدأ البعض يبحث عن حلول غير تقليدية لتخفيف الألم، ومن بين هذه الوسائل تناول مشروب الكوكاكولا. ورغم أن الفكرة تبدو غريبة للوهلة الأولى، إلا أن دراسات طبية تُشير إلى وجود تفسير علمي محتمل لهذا السلوك.

يصنّف الصداع النصفي كواحد من أكثر الاضطرابات العصبية إنهاكًا، ويصيب نحو 14 إلى 15% من سكان العالم، وفقاً لتقرير نشرته "ناشيونال جيوغرافيك". ويؤثر هذا النوع من الصداع بشكل مباشر على جودة الحياة والقدرة على العمل، ما يدفع بعض المرضى إلى تجربة حلول سريعة لتخفيف النوبات المؤلمة.

وبحسب الطبيبة البريطانية كاي كينيس، فإن الكافيين الموجود في الكوكاكولا قد يُساهم في تقليل أعراض الصداع لدى بعض المرضى، من خلال تعطيل الإشارات العصبية وتضييق الأوعية الدموية في الدماغ. ويُعد الكافيين مكونًا شائعًا في العديد من أدوية الصداع التي تُصرف بدون وصفة طبية، مما يدعم هذا الطرح علميًا.

مع ذلك، يُحذر الأطباء من الاعتماد المفرط على الكافيين، لما له من آثار جانبية أبرزها ما يُعرف بـ"الصداع الانسحابي"، وهو نوع من الصداع يظهر عند التوقف المفاجئ عن تناول الكافيين بعد التعود عليه. ويُشدد الخبراء على أن تأثير الكوكاكولا في هذا السياق يختلف من شخص إلى آخر بحسب نمط الاستهلاك والاستجابة الفردية.

في المحصلة، قد يكون تناول الكوكاكولا وسيلة مؤقتة لتخفيف نوبة الصداع لدى بعض المرضى، شرط أن يتم ذلك باعتدال، ومن الأفضل استشارة الطبيب في حال تكرار النوبات أو شدتها. فالمشروب الغازي ليس علاجًا طبيًا، لكنه قد يُمثل "إسعافًا منزليًا محدودًا" في بعض الحالات الخاصة.