نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. أين تقع غزّة.. أين تقع فلسطين؟ - جريدة مانشيت, اليوم الأربعاء 2 يوليو 2025 02:46 صباحاً
نشر في الشروق يوم 01 - 07 - 2025
على مرأى ومسمع كل العالم يتواصل مسلسل القتل والإبادة في أرض غزّة الصامدة الصابرة.. الصهاينة يقصفون ليلا ونهارا. الصهاينة يدمرون بيوت السكن والمستشفيات والمدارس ويستأصلون كل أسباب الحياة.. الصهاينة يخضعون أكثر من مليوني مواطن إلى حصار شامل وقاتل يحرمهم الغذاء والدواء. الصهاينة يتعمّدون تجويع سكان غزة وكأن دوي القنابل والصواريخ وأزيز الطائرات الحربية لم يكف لتدمير حياتهم.. مئات آلاف البشر يهيمون من الصباح إلى الليل على وجوههم بحثا عن بقايا أعشاب أو أوراق شجر أو بحثا عن حفنة سميد يتكدس عليها ويتخطفها المئات.
جرّب الصهاينة كل أنواع الأسلحة لكسر إرادة الصامدين في غزة وجرّبوا كل صنوف البطش والتدمير لدفع الأهالي إلى هجرة قسرية رفضوها لعلمهم انها رحلة شتات جديد بلا عودة.. ولذلك تمسّكوا بأرضهم وصمموا على البقاء رغم جحيم آلة الحرب الصهيونية.. حين عجز الصهاينة عن كسر إرادة الأهالي تفتقت قريحتهم وقريحة حلفائهم الأمريكيين على خطّة جهنمية لاصيطاد الفلسطينيين حول أماكن توزيع المؤن.. وهنا أيضا ولكي تمرّ الخديعة استنجد الصهاينة بحلفائهم الأمريكيين الذين أرسلوا بشركات تدثرت بغطاء انساني للإشراف على توزيع المؤن والأغذية.. وبذلك يضمنون تجمع بل تهافت مئات المواطنين الجوعى على نقاط التوزيع.. وحين يتجمعون يكونون صيدا سهلا للصهاينة الذين يتفننون في قصفهم وفي تصفيتهم جماعيا ليكتمل مشهد الإبادة وكأن القنابل والصواريخ والمدافع لا تكفي.
وبالمحصلة يسقط كل يوم مئات الشهداء والجرحى على «موائد اللئام» التي نصبها الأمريكان والصهاينة.. وبذلك يتواصل المسلسل الدامي وتتواصل مشاهد القتل والإبادة الجماعية على مرأى ومسمع الجميع.. والجميع ليس واحدا بل هو فسيفساء متعددة الألوان والمواقف.. فيها مجتمعات غربية انتفضت على أنظمتها المتصهينة.. وفيها نخب غربية ومثقفون وفنانون وأناس عاديون قرروا أن يكسروا سلاسل الصمت وأن يفكّوا أغلال الدعاية الصهيونية. كل هؤلاء باتوا يشكّلون مشهدا يتكرّر يوميا في شوارع وساحات كل المدن الغربية. بل إن الكثير من الوزراء والسياسيين والقادة انضموا إلى موجة التنديد بالمجازر الصهيونية وبحرب الابادة الصهيونية في غزة وباتوا يلهجون بشعار واحد «الحرية لفلسطين».
في الضفة المقابلة هناك مجتمعات عربية وإسلامية. لكن ليس لها من قيم الاسلام والعروبة شيء،، مجتمعات خامدة، هامدة، لأجساد بلا روح تتفوق عليها حتى الحيوانات في تناصرها وفي دفاعها عن رهطها وعن مجال تحركها. مجتمعات لم تعد تسمع أنين المكلومين في غزة، ولم تعد ترى مشاهد الدم والأشلاء والدمار في قطاع تحول إلى كومة ركام يسكنها الموت والمآسي.. مجتمعات تنعم بالأكل والشرب ومكيفات الهواء في حين يجوع ويعطش ويعرى أشقاؤنا في قطاع غزة.. ولا أحد يفتح عينيه وأذنيه ولا أحد يحرّك ساكنا.. ولا أحد يثور على الظلم وعلى القهر ويتحرك نصرة للأشقاء..
مشهد يلد سؤالا وحيدا: أين تقع غزة؟ وأين تقع فلسطين؟ وما جنسية الشعب الفلسطيني؟
عبد الحميد الرياحي
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق