يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يحاول أن يسترضي صديقه وحليفه المدلل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك بعد المكالمة الهاتفية المتوترة التي دارت بين الجانبين في أواخر يونيو الماضي والتي (أمر) خلالها ترامب من (بيبي) باحترام اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مع إيران وإعادة طائرته قبل شن هجوم جديد على الجمهورية الإيرانية الإسلامية. وانتهى الأمر بالتمام الإسرائيلي والتوصل إلى هدنة (هشة) بين إسرائيل وإيران بعد حرب محدودة استمرت لمدة 12 يومًا. 

مجرم حرب في ضيافة البيت الأبيض! 

يستعد نتنياهو لجولة إلى واشنطن، ولقاء جديد مع زعيم البيت الأبيض، وهي المرة الثالثة التي يجتمع فيها ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي منذ أن تم تنصيب الرئيس الأمريكي للحكم في يناير الماضي. 

ومنذ وقف الحرب بين طهران وتل أبيب، قدم الرئيس ترامب نبرة تفاؤلية بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وقال أنه يأمل أن يتم التوصل إلى صفقة بحلول الأسبوع المقبل، والحقيقة لا نعلم من أين يأتي ترامب بهذه النظرة التفاؤلية في تعامله مع ملف شائك كأزمة غزة، حيث سبق وأعلن أن العالم على وشك استماع خبر مفرح بشأن غزة، وحتى الآن لا نسمع سوى شئ واحد فقط هو الصواريخ والطائرات الإسرائيلية التي تقصف المدنيين في غزة، ويمكن لو صمتت صوت الصواريخ والرصاص الإسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية والذي يحظى بمباركة غربية، يمكن أن نقول أننا قد نرى مشهد مختلف، إما الآن ومع استمرار الدعم الترامبي لـ نتنياهو والإشادة بالجرائم التي يقوم بها في غزة أنه (بطل حرب) كم يرى ترامب، فلن يسمع العالم سوي لطمة وصادمة وصفعة أميركية جديدة على جبين المجتمع الدولي الذي يقف متفرج أمام هذه الوحشية الإسرائيلية.

اليوم عاد ترامب الحديث عن لقاء نتنياهو المرتقب، ويأهب العالم لهذه الزيارة، فماذا يحمل نتنياهو هذه المرة في جعبته للعالم؟ وما القربان الذي سيقدمه ترامب لحليفه الإسرائيلي لكي يحظى على استرضاءه ؟!!

غزة وإيران على طاولة ترامب ونتنياهو 

قال ترامب أثناء مغادرته البيت الأبيض لزيارة مركز احتجاز المهاجرين في إيفرجليدز بولاية فلوريدا، إنه سيناقش غزة والنجاح الكبير الذي حققه هو وإسرائيل مع إيران" خلال زيارة نتنياهو للبيت الأبيض الأسبوع المقبل. 

وكان نتنياهو قد أعلن في بداية إنه سيلتقي خلال زيارته إلى واشنطن مع نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيجسيث، والمبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، إلى جانب كبار المشرعين.

ومن المتوقع أن يتوجه نتنياهو إلى الولايات المتحدة ،مساء السبت، ويلتقي ترامب في البيت الأبيض يوم الاثنين.

وأشار نتنياهو أيضًا إلى قرب التوصل إلى اتفاقية تجارية جديدة مع الولايات المتحدة. وقال: "لدينا بعض الأمور التي يجب إنجازها قبل ذلك للتوصل إلى اتفاقية تجارية".

زيارة نتنياهو تحت المجهر الإعلامي 

زيارة نتنياهو التي ستكون تحت المجهر الإعلامي، تأتي بالتزامن مع الخطوات التي اتخذتها إدارة ترامب تجاه إسرائيل والتي تتعلق برفع العقوبات، لكن لا يوجد شئ في السياسة يتم دون مقابل، إذ تدار في الكواليس محادثات سرية بين إسرائيل وسوريا ودعاية مسبقة من جانب الولايات المتحدة إلى تطبيع مرتقب وتأهيل الرأي العام العربي قبل العالمي لهذه الخطوة، وهو تدشين سلام لكن سيكون سلام دبلوماسي (بارد) بين دمشق وتل أبيب، ينقصه الود والدفء الشعبي. 

كما أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي جاءت بعد أن اختتم الحرب العلنية مع إيران، حيث من المتوقع أن يستعرض خلال هذه الزيارة إنجازات الدولة العبرية في ضرب المنشآت النووية الإيرانية، ومن البيت الأبيض سيقدم رسائل إلى العاصمة طهران، والتي بدورها وكما هو متوقع سترد عليها بتصريحات نارية.. رسالتي علينا فقط أن ننتظر لهذه الزيارة واللقاء المرتقب بين زعيم البيت الأبيض وبيبي.. فما هي المفاجئة القادمة التي سيصدمون بها العالم هذه المرة؟!!