أكد الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي ونائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشؤون التنمية الاقتصادية، أن زيارة لي تشيانغ، رئيس مجلس الدولة الصيني، إلى مصر والتي تستغرق يومين، تُعد خطوة هامة لدفع مسيرة التعاون بين البلدين وترسيخ دعائم الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما. خاصة أن هذه الزيارة تأتي بعد انتهائه من حضور القمة السابعة عشرة لتجمع "بريكس"، التي حضرها وشارك فيها رئيس الوزراء المصري، بعد أن أصبحت مصر عضواً رسمياً في التجمع.

وأوضح غراب أن مصر تُعد بوابة إفريقيا وآسيا، ويتميز موقعها الجيوسياسي بربطه بين الممرات التجارية الكبرى. كما أنها تحتضن قناة السويس والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مما يجعلها نقطة ارتكاز محورية لمبادرة الحزام والطريق الصينية. وفي هذا السياق، تُعتبر منطقة "تيدا" الصناعية الصينية المقامة في العين السخنة بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس نموذجاً ناجحاً للتكامل الصناعي بين مصر والصين.

كما أكد أن رؤية مصر 2030 تتلاقى مع أولويات الصين في مجالات الصناعات التحويلية، والتكنولوجيا المتقدمة، والطاقة النظيفة والمتجددة، والتحول الأخضر، والذكاء الاصطناعي، والاقتصاد الرقمي. وأضاف أن زيارة رئيس الوزراء الصيني إلى مصر تمثل فرصة كبيرة لتوطين الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، بالإضافة إلى مضاعفة حجم الاستثمارات الصينية في مصر في العديد من المجالات الاقتصادية.

وأشار غراب إلى أن الصين قد رسخت موقعها كشريك تجاري واستثماري رئيسي لمصر خلال السنوات الماضية، ومن أبرز هذه الخطوات توقيع اتفاقية مبادلة الديون، والتعاون بالعملات الوطنية، وإصدار مصر سندات "الباندا" في الصين. كما بدأت الشركات الصينية بالفعل في التعامل مع مصر باليوان الصيني. وقد تجاوز حجم الاستثمارات الصينية في مصر نحو 8 مليار دولار، مع وجود حوالي 2800 شركة صينية تعمل في مصر في مختلف المجالات، بما في ذلك البنية التحتية، والسكك الحديدية، والطاقة، وتكنولوجيا الفضاء، وتصنيع الأمصال، والطاقة المتجددة، والقطارات الكهربائية.

كما لفت إلى أن التبادل التجاري بين مصر والصين شهد زيادة ملحوظة، حيث بلغ نحو 17.37 مليار دولار في عام 2024 مقارنة بـ 15.78 مليار دولار في عام 2023.

تابع غراب أن زيارة رئيس الوزراء الصيني سيكون لها أثر إيجابي كبير على زيادة حجم الوفود السياحية الصينية إلى مصر، خاصة مع تزايد معدل نمو هذا القطاع بشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية. من المتوقع أن يزيد حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال عام 2025، خاصة بعد بدء التعامل بينهما بالعملات الوطنية وتقليل الاعتماد على الدولار. هذا سيسهم في فتح أسواق جديدة أمام المنتجات المصرية، وزيادة التعاون بين القاهرة وبكين لتعزيز مركز مصر الإقليمي للتصنيع والتصدير.

أضاف أن التعامل التجاري بين مصر والصين بعملة اليوان يسهل عملية استيراد المواد الخام من الصين ويخفف الضغط على الدولار. وأكد أن الزيارة ستشمل توقيع اتفاقيات بين مصر والصين في مجالات التدريب على إدارة التكنولوجيا الحديثة، ما سيوفر استثمارات صينية جديدة في مصر ويخلق الآلاف من فرص العمل.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك