في ظل تصاعد الأحداث في قطاع غزة وتعقيدات المشهد الإقليمي، اجتمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، في لقاء استغرق نحو ساعة ونصف، ناقشا خلاله آخر تطورات الوضع في غزة. 
الاجتماع الذي يأتي ضمن زيارة نتنياهو الثالثة إلى واشنطن منذ عودة ترامب إلى سدة الحكم، كشف عن مزيج من التفاهمات الجزئية والخلافات الجوهرية حول مستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ودور كل من إيران وحماس في المعادلة الجديدة.

اجتماع البيت الأبيض: ملفات ساخنة وخلافات مكتومة

أكدت وسائل إعلام أميركية أن اللقاء بين ترامب ونتنياهو ركّز على الوضع في غزة، حيث ناقش الطرفان مسار الحرب والمفاوضات الجارية برعاية قطرية وأميركية. 
ورغم الاتفاق على بعض النقاط المتعلقة بالمساعدات الإنسانية، أفادت وكالة "رويترز" بوجود تباين واضح في الرؤى بين واشنطن وتل أبيب بشأن الأهداف النهائية في غزة وإيران والمنطقة عمومًا.

وبينما يصر نتنياهو على نهج متشدد، خصوصًا فيما يتعلق برفضه إقامة دولة فلسطينية مكتملة الأركان، تبدو واشنطن أكثر انفتاحًا على ترتيبات تهدف إلى تهدئة دائمة وفق شروط معينة تضمن حماية المدنيين وتثبيت الاستقرار.

توافق حول المساعدات في غزة وخلاف على الانسحاب

كشفت مصادر لوسائل الإعلام أن اللقاء شهد توافقًا حول نقطة دخول المساعدات إلى غزة، وهي بند أساسي في أي اتفاق قادم. 
كما أُشير إلى أن الطرفين ناقشا خطوات أولية بشأن إعادة الانتشار الإسرائيلي في القطاع، وهي مسألة لا تزال محل خلاف داخلي في الحكومة الإسرائيلية ذاتها، وتخضع لضغوط من أطراف متعددة داخل الإدارة الأميركية.

مفاوضات قطر: مقترح أميركي جديد لوقف إطلاق النار

بالتزامن مع اللقاء، انطلقت جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل في العاصمة القطرية الدوحة، برعاية أميركية ووساطة من أطراف إقليمية. 
ووفق مصادر مطلعة لوسائل الإعلام فإن المقترح الأميركي الذي تقدم به المبعوث ستيف ويتكوف ينص على هدنة لمدة شهرين، تقوم خلالها حماس بإطلاق سراح عشرة رهائن أحياء احتجزوا منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023، مقابل إفراج إسرائيل عن عدد من المعتقلين الفلسطينيين.

كما تتضمن المبادرة الأميركية شروطاً لانسحاب تدريجي لقوات الاحتلال، وضمانات بعدم استئناف القتال خلال فترة المفاوضات، إلى جانب تفعيل دور الأمم المتحدة في توزيع المساعدات الإغاثية.

موقف نتنياهو: لا لدولة فلسطينية.. وغزة تحت السيطرة

وفي تصريحاته عقب اللقاء، جدد نتنياهو رفضه القاطع لفكرة الدولة الفلسطينية، مؤكدًا أن "إسرائيل ستحتفظ دائماً بالسيطرة الأمنية على قطاع غزة"، وهو الموقف الذي يُعد عقبة أساسية في وجه أي حل دائم للصراع، ويضع تحديات كبيرة أمام جهود التهدئة الدولية، لا سيما في ظل ضغوط متزايدة من واشنطن لتبني حل أكثر مرونة.

خلاصة المشهد السياسي والعسكري في غزة:

الاجتماع بين ترامب ونتنياهو يعكس تعقيد المشهد السياسي والعسكري في غزة والمنطقة، ويؤكد أن أي تسوية قادمة ستتطلب توافقاً دولياً حقيقياً وتنازلات متبادلة من جميع الأطراف. وبينما تتواصل المفاوضات في الدوحة، تظل الأسئلة الكبرى بلا إجابات واضحة: هل ينجح المقترح الأميركي في وقف إطلاق النار؟ وهل تستطيع واشنطن وتل أبيب تجاوز خلافاتهما حول شكل المرحلة القادمة؟