شهدت المنطقة الصناعية بمدينة دمياط الجديدة، صباح اليوم، حريقًا هائلًا اندلع داخل مصنع لإنتاج الإسفنج والفايبر، مما أدى إلى تصاعد سحابة كثيفة من الأدخنة غطّت سماء المدينة، وأثارت حالة من القلق بين المواطنين، قبل أن تنجح قوات الحماية المدنية في السيطرة على النيران ومنع امتدادها إلى المنشآت المجاورة.

وفور ورود البلاغ، دفعت قوات الحماية المدنية بدمياط بكامل فرق الإطفاء إلى موقع الحريق، وتم التعامل مع ألسنة اللهب باستخدام المواد المقاومة للحرائق، كما قامت الفرق المختصة بفصل كافة المرافق عن المنطقة المحيطة بموقع الحادث، بما في ذلك الكهرباء والغاز، كإجراء احترازي لتفادي وقوع أي انفجارات أو خسائر إضافية.

وأسفرت الجهود المكثفة لرجال الإطفاء عن السيطرة على الحريق وإخماده تمامًا دون تسجيل أي حالات وفاة أو إصابات خطرة، فيما تم نقل عدد محدود من المصابين باختناقات بسيطة إلى المستشفى لتلقي الإسعافات اللازمة، وغادر معظمهم في وقت لاحق.

وفي محيط الحادث، شهدت مدينة كفر البطيخ القريبة استنفارًا بين المزارعين الذين بادروا باتخاذ تدابير عاجلة لحماية محاصيلهم الزراعية من الأدخنة المتصاعدة، وسط مخاوف من تأثر النباتات والثمار بالغبار الكثيف والمواد العالقة في الهواء.

من جانبها، باشرت النيابة العامة التحقيق في الواقعة، وقررت تشكيل لجنة فنية لمعاينة آثار الحريق وتحديد أسبابه، سواء كانت ناتجة عن ماس كهربائي أو إهمال في تطبيق إجراءات السلامة المهنية داخل المصنع.

وقدرت المعاينة الأولية الخسائر الناتجة عن الحريق بما يقرب من 15 مليون جنيه، شملت تلفيات واسعة في المنشآت الداخلية للمصنع، فضلاً عن فقد كميات كبيرة من الخامات والمواد المصنعة، إلى جانب تعطل خطوط الإنتاج.

ويُذكر أن المصنع المتضرر يُعد من أكبر مصانع الإسفنج في المنطقة، ويعمل على تلبية احتياجات السوق المحلي وبعض الأسواق المجاورة. وأكدت مصادر مسؤولة أن التحقيقات ما زالت جارية، وسط مطالبات بمراجعة اشتراطات السلامة الصناعية داخل المنطقة الصناعية بدمياط الجديدة، تجنبًا لتكرار الحادث.