انطلاق محادثات سرية رغم وجود عقبات جوهرية..
رجّح مركز القدس للشؤون الخارجية والأمنية (JCPA) في تقرير حديث، أن الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع قد يكون في طريقه لاعتماد مسار مشابه لذلك الذي اتبعه الرئيس المصري الراحل أنور السادات نحو التطبيع مع إسرائيل، في خطوة اعتبرها التقرير تحولًا سياسيًا "غير مسبوق" منذ أكثر من عقد من الزمن.
وبحسب التقرير، ظهرت مؤشرات ملموسة على تقارب سوري- إسرائيلي محتمل، من خلال محادثات هادئة بوساطة أمريكية، واتصالات غير مباشرة تعكس رغبة مشتركة في تحقيق استقرار إقليمي يخدم مصالح الطرفين.
إسرائيل منفتحة على "تهدئة شاملة" دون التنازل عن الجولان
وأكد التقرير أن إسرائيل لا تعتزم التخلي عن مرتفعات الجولان المحتلة، لكنها لا تمانع مناقشة خطوات "تهدئة شاملة" تضمن مصالحها الأمنية. ونقل التقرير عن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قوله: "لدينا مصلحة في السلام مع سوريا، بشرط ضمان مصالحنا الأمنية".
كما كشف التقرير أن الخطوط العريضة لأي اتفاق محتمل قد تشمل انسحابًا تدريجيًا من مناطق عازلة في الجولان بحلول نهاية عام 2024، مقابل التزام سوري بوقف الأعمال العدائية. ويُطرح أيضًا إنشاء "منطقة سلام دولية" في الجولان دون منح دمشق سيادة كاملة، في إطار ما يشبه "حديقة سلام" مراقبة دوليًا.
عقبات جوهرية: رفض شعبي سوري وممانعة إسرائيلية
رغم الحديث عن هذا التحول المحتمل، شدد التقرير على أن العقبات أمامه ما زالت كبيرة. فالقضية المركزية، وهي مرتفعات الجولان، ما زالت نقطة خلاف شديدة الحساسية، وأي تنازل سوري عنها قد يُنظر إليه كخيانة وطنية داخل سوريا، لا سيما في ظل انعدام الحاضنة الشعبية لأي تقارب مع إسرائيل.
كما أن المشهد الإسرائيلي ليس مهيأ بعد، في ظل وجود حكومة يمينية متشددة يصعب أن تُقْدِم على أي تنازلات جوهرية، خاصة بعد تداعيات هجوم 7 أكتوبر 2023. ويضيف التقرير أن تركيا، نظرًا لنفوذها الكبير في شمال سوريا، ستكون لاعبًا محوريًا في أي تسوية مستقبلية.
الشرع يسير على خطى السادات؟
يرى المركز أن الرئيس أحمد الشرع، ورغم افتقاده لشرعية داخلية قوية، بدأ يظهر ميولًا سياسية توحي بإعجابه بنموذج السادات، مشيرًا إلى تكرار إشاراته إلى تجربة السلام المصرية- الإسرائيلية. ورغم أن خطوته تبدو جريئة، إلا أن التقرير يعتبرها "محسوبة"، في ظل تغيّر موازين القوى وتراجع النفوذ الإيراني داخل سوريا.
نتنياهو وترامب يؤكدان وجود قناة اتصال
في تصريحات لافتة، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الرئيس السوري أحمد الشرع "فتح قناة اتصال" مع إسرائيل، مؤكدًا أن سوريا "ستكسب كثيرًا إذا اختارت طريق السلام". وقال نتنياهو: "سوريا كانت تُدار من طهران عبر حزب الله، لكن اليوم إيران أُقصيت وحزب الله أُجبر على التراجع"، ما أتاح فرصًا جديدة للسلام، حسب تعبيره.
وفي السياق ذاته، كشف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أنه استجاب لطلب رفع العقوبات عن سوريا، بطلب مباشر من نتنياهو وزعماء عرب، مشيدًا بالرئيس الشرع قائلاً: "أُعجبت به كثيرًا. بدا من بيئة صعبة، لكنه يستحق فرصة".
خلاصة التقرير: مفاجآت سياسية من دمشق؟
اختتم مركز القدس تقريره بالإشارة إلى أن الطريق نحو اتفاق سلام سوري- إسرائيلي لا يزال طويلاً ومليئًا بالعقبات، لكنه لم يستبعد "مفاجآت سياسية" قد تنطلق من دمشق، المدينة التي لطالما بدت في الظل، لكنها الآن، ربما، تتهيأ لتصدر مشهد إقليمي جديد.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار الرياضية فى هذا المقال : هل يسير الرئيس السوري أحمد الشرع على خطى "السادات" نحو السلام والتطبيع مع إسرائيل؟ - ترند نيوز, اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025 01:56 مساءً
0 تعليق