كيف كان الإمام الحسين(ع) منعطفًا في حياة وهب بن عبد الله - جريدة مانشيت

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كيف كان الإمام الحسين(ع) منعطفًا في حياة وهب بن عبد الله - جريدة مانشيت, اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025 09:50 صباحاً

إن جميع الذين التحقوا بالقافلة الحسينية، سطّروا لأنفسهم قصصًا حفرت في قلوب الحسينيّين والكربلائيين،. كل واحد منهم لديه قصة خاصة به، ظروف جمعته بالحسين، وجعلته يذود عنه وعن أهل بيته بالسيف والجسد. وهذا ما يُفسّر استشهاد جميع الأصحاب قبل استشهاد أي هاشمي في يوم العاشر.

الشخصية التي سنتناولها اليوم هي شخصية أثارت بعض الجدل في كتب السيرة الحسينية، وخلط الناس بينها وبين شخصية أخرى، إلا أننا لن نخوض في هذه المسألة، بغية التركيز على قصة تلك الشخصية…

يُعدّ وهب بن عبد الله بن حباب الكلبي، واحدًا من أشهر أصحاب الإمام الحسين عليه السلام، وذلك لما تميّزت به قصته، من أحداث ومنعطفات استثنائية… لقد كان وهب ممن التحقوا بقافلة الإمام الحسين التي كانت في طريقها من مكة إلى الكوفة، وقد روي في كتب المقاتل بأن وهب كان نصرانيًّا¹، إلا أن تأثّره بالإمام الحسين وبقصته ومظلوميته، جعله يعتنق الإسلام هو وزوجته وامرأته… وسار هؤلاء الثلاثة خلف الركب الحسيني، وكانوا من الذين شهدوا بقية الأحداث قبل وصولهم إلى كربلاء، من تلقي نبأ استشهاد مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة²، واعتراض الحر لمسير القافلة³، وغيرها من الأحداث…

وذكر بعض الرواة أن وهب كان قد تزوّج قبل التحاقه بالحسين بفترة قصيرة⁴، وهذا ما جعل قصّته معبّرة إلى حدٍّ كبير، إذ كان للقائه بالإمام الحسين عليه السلام تأثير كبير على مجرى حياته، فقد أصبح مسلمًا، وأصبح مستعدًّا للموت في سبيل الله ودفاعًا عن ابن بنت رسول الله وهو في ريعان شبابه.

وفي كربلاء، وبعد استشهاد برير بن خضير، صبيحة العاشر من محرم، عزم وهب على القتال، فاستأذن أبي عبد الله الحسين ،فأذن له، ثم ودّع زوجته وأمّه، والتي كانت تحثّه دائمًا على الذّود عن ابن بنت رسول الله⁵، ثم توجّه إلى الميدان، وقاتل قتال الأبطال، حتى طرح عددًا من الجنود أرضًا… ثم ما لبث أن عاد إلى الخيام، فسأل أمه إن كانت راضية عنه، فقالت له بأنه لن ينال رضاها، حتى يُقتل دفاعًا عن الحسين، عندها تدخّلت زوجته وتمنّت عليه أن لا يُفجعها بنفسه، لكنّه أذعن لكلام أمه⁶، فعاد إلى الميدان، وشرع يقاتل الأعداء، ويطيح بفرسانهم وأبطالهم، واحدًا تلو الآخر، وفي تلك الأثناء، كان الإمام الحسين يسير وحيدًا أمام المخيم، يعاين ساحة القتال تارة، ويناجي ربه ويشكو إليه قلة الأنصار تارة أخرى⁷، وكان ذلك يجري على مرأى من زوجة وهب ومسمع منها، فانقلب حالها رأسًا على عقب، وكأن رؤية الحسين بهذا الظرف القاسي، قد أحيت في قلبها شيئًا ما. فما كان منها إلا أن اقتربت من ساحة المعركة وأخذت تحثّ زوجها على القتال، فعجب وهب لأمرها، فقبل دقائق كانت تنهاه عن القتال، وها هي الآن أصبحت تُشجعه على ذلك، فأشارت إليه بأن حالة الحسين قد آلمتها⁸…

تعدّدت الروايات حول استشهاد وهب، حيث أشار بعض الكتّاب إلى أنه أُخذ أسيرًا إلى عمر بن سعد، والذي أمر بقطع رأسه⁹، ثم بعد ذلك حمل أحد الجنود رأس وهب، ورماه إلى مخيم الحسين، فأخذت أم وهب عامودًا من الفسطاط، وأرادت أن تضرب به العساكر¹¹، فتدخّل الإمام الحسين، وجزاها عنه خيرًا، وأعادها إلى الخيام. وقيل في موضع آخر، بأن وهب استشهد في ساحة القتال، فهرعت أمه إليه، وأخذت تمسح الدم والتراب عن وجهه، إلى أن أشار الشمر إلى أحد المقاتلين، بأن يقتلها، فتقدّم إليها وضربها بالرمح على رأسها، فاستشهدت إلى جانب ولدها. وكانت أم وهب، أول امرأة تُقتل من النساء في كربلاء¹¹ .

تنويه: كثيرًا ما يلتبس قرّاء السيرة الحسينية في مسألة وهب، إذ يتم الخلط بينه وبين عبد الله بن عمير وهو أول من اختاره الحسين لمبارزة الأعداء يوم العاشر ، وكان يُكنّى بأبي وهب، وزوجته تُدعى أم وهب، تمامًا كاسم والدة وهب النصراني، وقد ذكر بعض أصحاب المقاتل بأن المرأة التي حاولت ضرب الجنود بالعامود، هي زوجة عبد الله بن عمير، في حين أشار البعض الآخر بأن تلك المرأة هي أم وهب النصراني. أما بالنسبة لمقتل الحسين، للشيخ عبد الزهراء الكعبي، فهو يذكر بأن المرأة التي حاولت ضرب الجنود، هي والدة أحد الفتيان الذين استشهدوا في المعركة، ويدعى عمرو بن جنادة الأنصاري.

الهوامش:
١)بحار الأنوارـ الجزء:45 ـ ص:17
٢) مقتل أبو مخنف ـ ص:76
٣) مقتل أبو مخنف ـ ص:82
٤) ناسخ التواريخ-الجزء الثاني-ص:388
٥)بحار الأنوار-الجزء:45-ص:16
٦) اللهوف على قتلى الطفوف-ص:63
٧)البالغون الفتح في كربلاء ص:393
٨)اللهوف على قتلى الطفوف-ص:63
٩)بحار الأنوارـ الجزء:45-ص:17
١٠) المصدر السابق نفسه
١١)مقتل الخوارزمي-الجزء الثاني-ص:16

المصدر: موقع المنار

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق