تتواصل لليوم الثالث على التوالي عمليات البسط غير القانوني والحفر في الموقع التاريخي المعروف بـ"فرجة دمت"، وسط حالة من الصمت والتجاهل من قبل الجهات الرقابية والمعنية، ما أثار استياءً واسعًا بين المواطنين والمراقبين للشأن الثقافي والتاريخي.

وأفاد عدد من شهود العيان أن قواطر ثقيلة تابعة لمتنفذين بدأت منذ عدة أيام في تنفيذ أعمال حفر وبسط مكثفة في المكان الذي كان يُعد معلمًا تاريخيًا معروفًا لدى أبناء المنطقة، ويمتد عمره لعقود مضت. وقد اكتسب الموقع أهميته من كونه ملجأً تاريخيًا ومنارة ثقافية كانت تُقام فيه المناسبات الوطنية والاجتماعية في الماضي.

ورغم النداءات المتكررة من قبل نشطاء محليين وفعاليات مجتمعية لإيقاف هذه الاعتداءات التي تستهدف طمس معالم التراث الوطني، إلا أن لا تحرك يُذكر حدث من قبل الجهات المختصة، مما يثير التساؤلات حول جدية الإجراءات الرادعة أمام التعديات المستمرة على المواقع الأثرية والتاريخية.

وتُطالب أوساط رياضية وثقافية ومجتمعية الجهات المعنية بالنزول الميداني الفوري إلى الموقع، واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الانتهاكات، والتحقيق مع الجهات المتورطة، مؤكدين أن الحفاظ على الموروث التاريخي هو مسؤولية وطنية لا يمكن التفريط فيها.

ويُنظر إلى "فرجة دمت" على أنها صفحة من صفحات التاريخ المجيد، وما زالت تحمل في طياتها ذكريات وأحداثاً لا تُمحى من الذاكرة الجمعية لأبناء المنطقة، ما يستدعي التصدي لكل من تسول له نفسه العبث بها أو المسّ بقدسيتها.