على درب الوفاء لنهج الإمام الحسين (عليه السلام)، شهدت قرى ومدن منطقة جبل عامل الثانية مسيرات عاشورائية حاشدة في العاشر من محرم، حيث صدحت الحناجر بنداء العهد: “ما تركتك يا حسين”، واستعادت القلوب مشهد كربلاء بألمها ووهجها.

في مدينة النبطية، أقيمت مراسم تلاوة المصرع الحسيني في النادي الحسيني بمشاركة إمام المدينة العلامة الشيخ عبد الحسين صادق، أعقبها عرض مسرحي عاشورائي يُجسّد واقعة الطف، من إنتاج النادي الحسيني للمدينة.

أما في مدينة صيدا، فانطلقت مسيرة حاشدة بعد المصرع الحسيني، وجابت الشوارع على وقع اللطم والهتافات العاشورائية.

وفي جبشيت، بلدة شيخ الشهداء الشيخ راغب حرب، نظّم حزب الله مسيرة ضخمة علت فيها الهتافات: “ما تركتك يا حسين” و”هيهات منا الذلة”، لتتردد في أرجاء البلدة.

من كفررمان إلى الصرفند، ومن البابلية إلى الخرايب، مشاهد الولاء كانت حاضرة بقوة، حيث صدحت الحناجر ورفعت الرايات الحسينية في مسيرات جماهيرية أعادت مشهد الطف إلى الشوارع.

وفي الشرقية والنميرية ودير الزهراني وميفدون، كان المشهد واحدًا: قلوب خاشعة، وجباه ساجدة على خطى الحسين، وأكفّ ترتفع بالعهد أن لا تُنسى كربلاء.

شوارع عدلون ازدحمت بالزينبيات والحسينيين، ثابتين على الطريق، فيما حملت كوثرية السياد والغسانية راية البيعة مجددًا لسبط رسول الله.

وفي النبطية الفوقا وحومين الفوقا وكفرملكي وكفرفيلا وكفرجوز، تناثرت الدموع والقلوب على أعتاب الطف، إذ لبّى الناس نداء “هل من ناصر ينصرني؟”، بأجسادهم وقلوبهم وهتافهم: “لبيك يا حسين”.

وامتدّ المشهد إلى قرى البقاع الغربي، حيث خرج الأهالي من مختلف الأعمار والفئات في مواكب عزاء جابت الشوارع، مردّدين: “هيهات منا الذلة” و”ما تركتك يا حسين”، في تعبير صادق عن التمسك بثقافة المقاومة والإباء.

هكذا سارت منطقة جبل عامل الثانية على درب الحسين (عليه السلام)، مسيراتٌ من العهد والولاء، صدحت فيها القلوب قبل الحناجر، مجددةً البيعة في كل قرية ومدينة: ما تركتك يا حسين.

المصدر: موقع المنار