في حادثة مروعة هزّت الرأي العام المحلي والدولي، ارتكب مواطن يمني جريمة بشعة راحت ضحيتها أطفاله الثلاثة - ولدان وبنت - إثر قيامه بإلقائهم من قمة جبل في مديرية بعدان بمحافظة إب وسط اليمن، قبل أن يلقي بنفسه ليلقى حتفه هو الآخر.

وقد كشفت التفاصيل المحيطة بالحادثة عن دوافع مأساوية تتعلق بالجوع والفقر المدقع الذي تعاني منه الأسرة، في ظل الظروف الإنسانية الكارثية التي يعيشها الشعب اليمني منذ سنوات.

وبحسب ما أفادت به مصادر محلية، فإن الأب كان يعاني من وضع معيشي صعب للغاية، ولم يعد قادراً على توفير أبسط مقومات الحياة لأطفاله، ما دفعه إلى اتخاذ هذا القرار الانتحاري المروع.

وأشارت المصادر إلى أن الحالة النفسية للأب كانت في تدهور مستمر نتيجة الضغوط المادية والاقتصادية الناتجة عن انهيار العملة وارتفاع أسعار السلع الأساسية وعدم وجود دخل ثابت يمكنه من إعالة أبنائه.

وتُعد هذه الحادثة واحدة من أبشع التعبيرات عن حالة اليأس التي يعيشها ملايين اليمنيين، الذين باتوا يواجهون يومياً شبح المجاعة والإهمال الطبي وانهيار الخدمات العامة، في ظل استمرار الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات وحصار متعدد الأبعاد يطال الموانئ والمطارات والمعابر البرية.

ويُحمّل ناشطون ومنظمات حقوق الإنسان مليشيا الحوثي المسؤولية الكبرى عن تفاقم الأزمة الإنسانية في المحافظات الخاضعة لسيطرتها، بما في ذلك انعدام الغذاء والدواء وتوقف الرواتب وتشريد السكان.

كما يشير مراقبون إلى أن تجويع المدنيين وتحويل المساعدات الإنسانية إلى سِلعة للمساومة السياسية أصبح واقعاً مؤسفاً في اليمن.

ولقيت الحادثة تنديداً واسعاً من قبل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب عدد منهم الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية بتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية تجاه الشعب اليمني، محذرين من أن استمرار الصمت الدولي قد يؤدي إلى مزيد من الكوارث الإنسانية غير القابلة للعلاج.

وفي الوقت الذي تتوالى فيه النداءات لإغاثة الشعب اليمني، تبقى الجريمة المأساوية التي ارتكبها هذا الأب دليلاً مريراً على فشل المجتمع الدولي في حماية المدنيين ووقف معاناة تهدّد الوجود الإنساني في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث.