ندد روحي فتوح، رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، اليوم، بما وصفه بـ"الجحيم المتواصل" في قطاع غزة، مؤكدًا أن ما يتعرض له الفلسطينيون هناك تجاوز كل حدود الإنسانية والعقل، في ظل ارتفاع حصيلة الشهداء يوميًا لأكثر من مئة، وسقوط مئات الجرحى، بينما يستمر نزيف الدم منذ 636 يومًا دون توقف، وسط تواطؤ دولي وصمت مطبق لا يتجاوز حدود بيانات الشجب الخجولة.

وجاءت تصريحات فتوح تعليقًا على المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بقصف مدرسة مصطفى حافظ في حي الرمال غربي غزة، والتي كانت تأوي نازحين هاربين من الموت، وأسفرت عن استشهاد أكثر من عشرة مدنيين وإصابة العشرات. واعتبر فتوح أن هذه الجريمة تمثل حلقة جديدة في مسلسل الدم الإسرائيلي ضد الأبرياء، لا سيما النساء والأطفال، مؤكداً أنها جزء من سياسة قتل جماعي ممنهجة تُدار بتوجيهات مباشرة من قادة اليمين المتطرف في حكومة الاحتلال.

وأشار إلى مجزرة أخرى ارتكبها الاحتلال مؤخرًا باستهداف خيام للنازحين غرب خان يونس، راح ضحيتها 13 شهيدًا، معظمهم من النساء والأطفال، قُتلوا حرقًا ودُفنوا تحت الأنقاض، في مشهد قال إنه "يلخص وحشية الاحتلال وتجرده من أدنى القيم الأخلاقية والإنسانية"، مضيفًا أن مقابر غزة لم تعد تتسع لضحايا العدوان، ليتحول كل متر من الأرض إلى مدفن جماعي.

وحذر فتوح من استمرار استهداف المدارس والملاجئ ومراكز الإغاثة والمستشفيات، واصفًا ذلك بأنه "جريمة حرب كاملة الأركان تُرتكب على مرأى ومسمع العالم". ودعا المحكمة الجنائية الدولية إلى تحرك عاجل وفتح تحقيقات جدية، كما طالب الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان بإيفاد لجان دولية مستقلة لوقف ما وصفه بـ"الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع".

واختتم فتوح تصريحاته بالتأكيد على أن حماية المدنيين، وخصوصًا النساء والأطفال، لم تعد مجرد خيار سياسي، بل مسؤولية دولية وأخلاقية ملحّة، محذرًا من أن استمرار الصمت الدولي يمثل تواطؤًا فاضحًا وشراكة في الجريمة، ووصمة عار ستبقى محفورة في الذاكرة الإنسانية.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك